بغداد: ننتظر تقرير اللجان المشتركة لتقييم وضع التحالف في العراق

أكد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي أن حكومة بلاده تنتظر نتائج لجان التقييم المشتركة "العراقية الأميركية" لتحديد وضع التحالف الدولي في البلاد، مؤكداً وجود إجماع سياسي على أن يكون العراق خالياً من القوات الأجنبية.

وأفضت الجولة الأولى للحوار الثنائي بين بغداد وواشنطن، التي عُقدت في 27 يناير/ كانون الثاني الماضي، إلى اتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لمراجعة مهمة التحالف وإنهائها والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية، وبدأت اللجنة أعمالها في 11 فبراير/ شباط الجاري.

وقال الأعرجي، اليوم السبت، في مؤتمر حوار بغداد السادس الذي عقد تحت عنوان "التواصل الإقليمي.. محورية العراق" إن "بناء الثقة داخلياً وإقليمياً ودولياً مهم للبلاد"، مضيفاً أن "العراق وقع 20 مذكرة تفاهم أمنية مع عدد من الدول في عامي 2022 و2023، من أجل التعاون وتبادل الخبرات"، معتبراً أن "ما يثار عن أعداد داعش مبالغ به، وقواتنا الأمنية تطورت كثيراً واكتسبت خبرة عالية في التعامل مع تحديات الإرهاب".

وقال الأعرجي إن الحكومة العراقية "تنتظر حالياً نتائج لجان تقييم الوضع في العراق ووضع التحالف الدولي (اللجنة العسكرية العراقية الأميركية)"، مشيراً إلى أن "الملف هو قضية داخلية تحددها الحاجة العراقية، وهناك إجماع سياسي على أن يكون العراق خالياً من القوات الأجنبية".

وأكد أن "قوات التحالف ليست بديلة عن القوات الأمنية، لكنها جاءت في ظرف معين، واليوم انتفت الحاجة لوجودها، والحكومة العراقية هي المعني الأول بقرار إنهاء مهام التحالف. لدينا ضباط ذوو كفاءة من ضمن اللجان التي تعمل على تقييم وضع التحالف الدولي"، مشيراً إلى أن "حلف الناتو ما زال موجوداً في العراق، وهو استشاري وليس قوة قتالية".

تهدئة في العراق

وجاء هذا الحوار بعد إعلان فصائل "المقاومة الإسلامية بالعراق" تهدئة "مشروطة" مع القوات الأميركية، قالت إنها لإفساح المجال أمام الحكومة العراقية لأخذ زمام المبادرة باتجاه وضع حلول لإنهاء وجود التحالف الدولي في البلاد، وفقاً لما أكده المتحدث باسم الحركة حسين الموسوي، في حديث خاص مع "العربي الجديد"، الأسبوع الفائت.

وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والسفيرة الأميركية لدى العراق ألينا رومانوسكي أكدا، في لقاء جمعهما في بغداد، الأربعاء الماضي، تعزيز العلاقات بين الجانبين واستمرار الحوار بشأن انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق.

وبدأت المحادثات بين بغداد وواشنطن في يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد أقل من 24 ساعة من مقتل ثلاثة جنود أميركيين في هجوم في الأردن، حيث اتهمت واشنطن جماعات متشددة متحالفة مع إيران في سورية والعراق بتنفيذه، وقامت بشن ضربات انتقامية في العراق أسفرت عن اغتيال قيادات بارزة في الفصائل المسلحة، ما دفع الأخيرة والجهات السياسية المرتبطة بها إلى تصعيد مطالبها بإخراج قوات التحالف من البلاد.