أخر الأخبار
عاجل

هل تنطلي الخدعة ويسقط السلاح ويتبدد الثنائي؟

وكالة الصحافة اليمنية

هل تنطلي الخدعة ويسقط السلاح ويتبدد الثنائي؟

  • منذ 3 ساعة
  • العراق في العالم
حجم الخط:
د. ميخائيل عوض|
سنة ونيف على وقف المقاومة والضغوط الحادة لتسليم السلاح.
أكثر من ٣٦٠ كادراً وناشطاً ارتقوا، وما يقارب الألف جريح مدني.
٢٥ ألف أسرة مُهجَّرة من بلداتها، وممنوع إقامة خيام أو كرفانات، فالعودة إلى البلدات مُحرَّم، والتدمير المنهجي على طريقة غزة جارٍ على قدم وساق.
يد إسرائيل طويلة تضرب حيث ومتى تشاء، بلا رادعٍ أو عقبات.
الدولة تسقط مؤسسةً ووزارة بعد الأخرى! وإدارة ثم إدارة تحت قبضة أمريكا وأدواتها، واقتربت أن تصير حصنها وأنجع أدواتها في تحقيق أهدافها في لبنان.
لا يبدو أن أمريكا خائفة أو مرتهبة، ولا حتى متحسبة لوزن الثنائي في الدولة وحصته في المناصفة والمثالثة. فلدى أمريكا وسائل وأدوات لتصفية الحصة، وانتزاعها بالترغيب والترهيب، والنفس البشرية أمارة بالسوء، والذرائع وافرة لمن يتحضر للانقلاب، وقد سبقهم كثير ممن كانوا يسمون حلفاء أو ممن مولَّهم وأغدق عليهم رجال السلاح.
من تحريم التفاوض المباشر إلى تشريعه، فسقطات الحكومة تتراكم وستزيد، وتلك وظيفتها التي فُرِضت وانتُدِبت لإنجازها. ولا مانع من أن تُرجم ويُشهَر بخطواتها وقرارتها، وتُشتًم بالإعلام ووسائط التواصل. فالأهم الإنجازات وخلق الوقائع المادية ليُبنى عليها، أما الاعتراضات وتسجيل المواقف فالرياح كفيلة بذَرِها، والذاكرة ضعيفة، والنسيان شرُّ هذا الزمان.
2
التهويل والترهيب بضربات قاصمة تدميرية لتطبيش الدولة وتفكيك الكيان والمجتمع، والإطاحة بالنموذج اللبناني وفرادته عند الكثيرين قرارٌ اتُخِذ وخططٌ جارية ويجري تعديلها. فليست الخطة هي الأهم إنما النتيجة، لا فرق بأي طريقة أو وسيلة أو أدوات.
السلاح زينة الرجال، قالها الإمام الصدر وصارت عقيدة. والسلاح روحنا وسنخوضها معركة كربلائية لبقائه يرددها قادة الثنائي جازمون.
ويزداد عندهم الرهان على الدولة وتفويضها، وأعلى الرهانات أن تخوض الحرب الدبلوماسية. ووزير الخارجية المُكلَّف في وادٍ آخر، بل من أشد أعداء السلاح وكتلته الاجتماعية، يجاهر بمواقفه، ويسعى لتكريس إيران عدواً محتلاً يدمر ويقتل، ولا تطرف له عين على ما يجري من احتلالات واعتداءات تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنها جهاراً نهاراً.
3
توماس برَّاك أصدق المعبرين عما يدور في عقل ترمب، وهو لسانه الصريح وضابطه المفوض باسمه لتأمين المصالح.
المصلحة والخطط والسياسات واضحة؛ فريق من السماسرة وتجار الصفقات يقود أمريكا ويقرر سياساتها حصراً لتحقيق صفقاته من العراق إلى سورية والسودان وليبيا وصولاً إلى أوكرانيا وحربها، ليس عند ترمب وفريقه إلا الصفقات والأرباح والمشاريع.
4
نصف غزة يساوي عندهم نصف ريفييرا الشرق والبقية تأتي، والجغرافية تؤخذ بالتقسيط. هكذا انتُزِعت أمريكا الشمالية من أصحابها، وانتُزِعت فلسطين، وتجري عملية استكمال الانتزاع.
جبل عامل وساحله الممتد من الناقورة حتى شبعا، وصولاً بجبل الشيخ والسلسلتين وساحلها جغرافية ومناخ ومياه ومرافئ درة شرق المتوسط، وأجمل المواقع لمشاريع عقارية وسياحية، ومصبَّات النفط والغاز وممرات النقل البحري والجوي والبري، والاستيلاء عليها هدف معلنٌ على الملأ.
تدمير عمران غزة وإبادة أهلها وتهجيرهم ذاتها الوصفة لجبل عامل، وخط المشاريع من الناقورة إلى جبل الشيخ والقلمون السورية واللبنانية. فعند ترمب وفريقه لا قيمة لحدود وكيانات وسيادات سايكس بيكو، بل تدميرها لإعادة تشكيل الجغرافية والمجتمعات بما يؤمن المشاريع والصفقات.
التهويل والتطبيش وزيادة مناسيب التدمير والإبادة يتكفلها نتنياهو، وإن تردد أو قصَّر ففصائل الغرباء وجيش إردوغان وأدواته جاهزة، وتعمل في لبنان ومهيمنة في سورية وستُستخدم في العراق.
الأدوات كثيرة، وحرب الاستيلاء على الجغرافية الثمينة متنوعة الأساليب، ومتعددة الفروع وكلها لتحقيق الغايات ولا قيمة لها بذاتها.
5
آخر إبداعات فريق ترمب وممثله وسفيره في لبنان؛ إغراء رئيس مجلس النواب بوعود وأوهام وعروض مجزيَّة وتخيير بين المطرقة أو السندان!
هي ذاتها الجزرة والعصا، والعصا الغليظة جاهزة!
شراكة القوة القاهرة والسيد في الصفقات والمشاريع كوشنير، وحصصه في الشركات التي ستمولها دول الخليج، ويكون صاحبها ترمب وعائلته وصحبه. والعرض؛ فكُّوا العلاقة مع السلاح ورجاله، وتخلوا عن الثنائي، وتعالوا شركاء، وستكون لكم المكاسب وجنا ت النعيم.
ولرجال السلاح؛ تعالوا نتفاوض، وسيكون لكم حصة بدل السلاح والاستشهاد والقتل، فقد كُتِب القتال عليكم وهو كرهٌ لكم.
تعالوا؛ فقد تفاوضنا مع حماس رغم أنف نتنياهو، ونتفاوض معكم ولن نتمسك بقرار سحب السلاح، فالمطلوب ليس السلاح بذاته بل بوظيفته ورجاله. وجاهزون للتعايش مع تجميده، فالمهم عدم استخدامه. ثم فالصدأ والأيام والتطورات، وتطور صناعة السلاح كفيلة بتحويله عبئاً عليكم!
6
الجزرة والعصا/ المطرقة والسندان/ الوعود والأوهام لا حدود لها، إلا حدود الخيال.
الأهم فكُّ الثنائي، واستدراج أحد أطرافه، ثم التطمين بتجميد السلاح ووهم الشركات والإنماء والتشغيل، وتحويل جبل عامل وساحله إلى شركات سياحية، وبعدها لكل حادثٍ حديث! فمن يملك المال والقوة والهيمنة يسيطر ويصفي الشركاء، كما أقصى وصفَّى المنافسين.
7
حماس فاوضت ولم تعلن بعد تجميد أو سحب السلاح، ولحماس ضمانات وضامنين ممثلين بمصر والسعودية، والأهم بقطر وإردوغان والإخوان، وبالمجموعة الإسلامية والعربية التي التقاها ترمب، ورأس إردوغان عليها.
للثنائي ورجال السلاح إنْ فاوضوا وخدعوا أنفسهم واستُدرِجوا، لا ضمانات ولا ضامنين ولا حلفاء.
فإيران نفسها على المقصلة، والعراق على عتبة أزمات وتوترات. والخطة لطرد الإيراني على سيناريو اغتيال الحريري وطرد السوري جارية، وقد أعلنها الممثل الشخصي لترمب السفير المُسمى، وأيضا من رجال السمسرة والصفقات وتجار -القنب الهندي- بالدارج البعلبكي “حشيشة الكيف”.
هل يقبل الثنائي أو أحد الأطراف ويُستدرج إلى الخديعة بالوهم؟ وتقع الواقعة، ويُعطل السلاح، وتُنتَزع الدولة من يده ويُهمَّش فيها، وتسقط حصاناته الدستورية والميثاقية، ويصبح الشهداء والقادة الأفذاذ والسيدين وقادة الميادين ذكرى! وينضمون إلى سيرة الإمام الحسين، فتحيا ذكراهم في كربلائيات؟؟…
هذا ما يُعدُّ لهم، والتجربة أُمُ البراهين، فالأمريكي والإسرائيلي يصافح ولا يسامح.
8
يصافح ولا يصفح. فعلها مع صدام حسين وقتله بالمشنقة، ومع عرفات وقتله بالسم، ومع معمر القذافي وقتله بالخازوق.
ويُعلن أنه لن يسامح إيران ولا نظامها الإسلامي، وسيقتَّصُ من فصائل الحشد الشعبي التي ناصرت غزة، ويُعدُّ لمحاولة كسر إرادة اليمن وإذلال شعبها.
العبرة لمن يعتبر، والذكاء أن تتعلم من تجارب الآخرين.
الأمل أن الخطة مكشوفة، وأهدافها معروفة. والتجربة أُمُّ البراهين، والحنكة من صفات مهندس الحلول في الأزمات الصعبة.
ننتظر رداً ممارساً من الثنائي، ومن رئيس المجلس الأخ الأكبر الموصوف بـ”بطريرك النظام” وأعرق رجالاته وأكثرهم فطنةً وخبرة وحنكة.


عرض مصدر الخبر



>